الكتب
أخر الأخبار

بين القومية و العنصرية خيط ضعيف في صفحات الدولة العثمانية و تركيا الحديثة

بين القومية و العنصرية خيط ضعيف في صفحات الدولة العثمانية و تركيا الحديثة

بين القومية و العنصرية خيط ضعيف في صفحات الدولة العثمانية و تركيا الحديثة
د. أحمد متولي عبدالله

اغمض عينيك و كرر ” الشعب التركي شعب قومي” هى جملة ليست ببسيطة عند أغلب الأتراك فهى جملة ذات وقع كبير في صميم الثقافة و التاريخ التركي و لكن هذه القومية التي غالبا ما تكون حسنة فهى أحيانا تأخذ النمط السئ عندما تتحول الى عنصرية. و التساؤل الواجب هنا هل كانت تركيا ضحية القومية للعنصرية من قبل؟ هل القومية التي أخذت طريق العنصرية تسببت في مشاكل داخلية؟ هل دخلت الدولة العثمانية في مشاكل مع الأقليات بسبب مصطلحات القومية و العنصرية؟ هل تلك المصطلحات تعيد نفسها مع تركيا الحديثة؟ بالاجابة على تلك الأسئلة وجب العودة الى تاريخ الدولة العثمانية و خاصة مع منتصف القرن التاسع عشر الميلادي

كانت الدولة العثمانية تحاول دائما ان تحافظ على مبادئها طبقا لمبادئ الشريعة الأسلامية السنية المبنية على المساواة مع أصحاب الأديان و الأعراق الأخرى، لكن حينما دخلت الدولة العثمانية دائرة الضعف و ساندت أوروبا العديد من المسحيين و الأرمن فيها ظهرت تيارات القومية المتعددة؛ تيار قومي عثماني و تيار قومي مدعوم من اوروبا و مع تزايد حدة الأحداث سرعان ما تحولت “القومية” الى كثير من “العنصرية

كانت الدولة العثمانية تحافظ على الأستقرار مع الملل الأخرى باتباعها نظام “الملل”، و هو نظام مؤسسي بين المواطنين المحليين و الباب العالي بادارة من البطاركية و لكن تلك التغيرات و ظهور نزعة القومية التي سرعان ما تحولت الى عنصرية أنشغلت الدولة بحماية نفسها من الأخطار الخارجية أكثر من الصدام داخل المجتمع الداخلي و لكن سرعان ما وقعت الدولة العثمانية بين شقي رحى صراعات خارجية لتقسيم اراضيها و صراعات داخلية بين القوميات التي أخذت منحى العنصرية، فذهبت مصر و العراق و الحجاز الى بريطانيا و سيطرت فرنسا على ادارات الشام و منها تكونت لبنان بدعم فرنسي من الكنيسة المرونية و تكون المجتمع متعدد القوميات من الدروز و الشيعة الاثنى عشرية و السنة و غيرهم
وهنا بعد نقاط مختصرة تجتمع الخيوط حول القومية و العنصرية و يعاد الى اذهاننا سؤال اخر وهو بعد انتشار مصطلح العنصرية بين اركان المجتمع التركي الحالي، هل التاريخ يعيد نفسه و انه دائما مرأة للحاضر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى